تولى الشيخ غضبان شؤون الحكم في بني لام ، بعد وفاة أبيه ، وهو يافع لم يبلغ الحلم ، ولكنه إستطاع أن ينشر سلطانه على جميع قبائل تلك المنطقة . ولم تستعصي عليه إلا قبيلة ( البو محمد ) . وقد جرت له عدة معارك مع تلك القبيلة ، كانت الغلبة في أكثرها إلى جانبه.
وفي عام 1320هـ ـ 1902م ، عين رشيد باشا السليمان ، متصرفا للواء العمارة ، فأخذ هذا المتصرف يحرك ويثير قبائل تلك المنطقة ، ضد الشيخ غضبان ، ويزودها بالأسلحة ، ويشرك أحياناً قواته النظامية معها بالقتال ، ضد الشيخ غضبان ، حتى إضطره أخيراً إلى ترك منطقة العمارة ، والجلاء إلى أطراف الحويزة . وفي الحويزة ، أخذ الشيخ غضبان يوطد علاقاته بالقبائل العربية التي في عربستان ، التابعة للشيخ خزعل . فكان يغدق عليها الأموال بكثرة ، ويتزوج من بنات رؤسائها ، فإرتبط معها بروابط الحلف والصداقة والمصاهرة . وبهذه الطرق قوى جانبه ، فصار يقوم بغزوات متواصلة على العمارة وقبائلها ، ويستولي على ما تقع يده عليه من أموالها ومواشيها .
وبعد أن نقل رشيد باشا عاد إلى العمارة . وفي عام 1329هـ ـ 1911م ، جرت له معارك مع أقاربه ، كان النصر في أكثرها إلى جانب خصومه . فتألبت عليه القبائل ، وناصرتها الدولة العثمانية مرة ثانية . عند ذلك تحقق للشيخ غضبان أن بقاءه في تلك الديار أصبح من المتعذر ، فإرتحل بمن معه وقصد الحويزة مرة ثانية ، فلتفت حوله بعض قبائلها ، وصاروا يعبثون بالأمن . عند اذن إطر الشيخ خزعل إلى مقاومته بالسلاح ، فدارت بينهم معارك وحشية ، من أشهرها معركة ( جحيف ) في شهر رجب عام 1331هـ حزيران 1913م ، إنتصرت بها قوات الشيخ خزعل إنتصارا مبيناً .
وبالرغم من ذلك النصر فقد مد الشيخ خزعل إلى الشيخ غضبان يد المصافحة والصداقة ، وسعى لإزالة الأحقاد فتم الصلح وساد بينهما السلام .