الدين هو ما يدين به المرء " بخضوع وذله " لإله .. بالمُجمل هو جمع لإجابات شافية لعلاقة البشر بالكون ..
وهناك مالا حصر له من التعريفات .. الحضارة هي منظور فلسفي لفكرة المُضي قُدُماً نحو التمدن وتحقيق التطور
وفق منطومة مُتكاملة تتمازج مع المادة والعلم والمنطق .. وهناك ايضاً مالا حصـــر له من التعريفات في هذا الجانب ...
أما الأيدولوجيا فمعناها الحرفي "علم الأفكار" وهي بالمُجمل عقيدة او نهج ونظام يسير عليه جمع من البشر لتشمل
جوانب مُتعدده من حياتهم منها السياسية والإقتصاديه وحتى الإجتماعيه و لها إطار خارجي قد يكون دين أو نهج
شخص او حتى تقليد أو موروث .. ولها مالا حصر له من التعاريف طبعاً ...
سأبدأ بالتساؤل التالي / عندما يدخل أحدنا إمتحان في الهندسة والطب .... ألخ ويفشل ؟
هل سيدخل الجنة او النار وفق فشله هذا أو يأثم !!! الجواب المنطقي " طبعاً لا "
ولا نستطيع أن نقول أن نجاح أحدنا في إختباره بالطب يُدخله الجنه !!..
إن مقومات الحضارة ولبناتها ليست مُرتبطه إرتباط كُلي بالدين بل بــ" الإيدولوجيا " كونها
تطبيق أو شرعه .. مع عدم إعتبارها هي المُخلص للبشرية كيما تتحضر ,حيث الدول المُلحدة
اكثر خدمة للبشرية من تلك المُؤدلجه .. لكننا سنتنازل " جدلاً " عن هذه الفكرة عندما نربط
بين الجانب الروحاني لأي أيدولوجيا أياً كانت وكمية الإنتاج الخادم للبشرية ...
وعلى الجانب الآخر عندما نقول أن هناك حضارة مسيحية أو حضارة إسلامية فنحن هنا وبلا شك
لا نقصد بالصفة إرتباطها بالدين بل نُشير ضمناً إلى نجاحات الأشخاص الذين أبدعوا وكونوا تلك
الحضارة وفق أيدولوجياتهم حينئذ .. وإن حدث وربطنا هـــــذه الحضارة بالدين الذي هو من
عند الله كتشريع يجب الإيمان به فإننا ولا شك نعتبر ضمناً أن الحضارة أمر رباني مُقنن بدقه
وبالتالي فإن أي قصور بها يُعتبر مصدره " الإله "وليس البشر وهذا خطأ محض !!,
ولهذا فإننا نعود للمُربع الأول في مبحثنا هذا وهو الإيدولوجيات الدينيه ...
من هنا يجب أن نُفرق بين الأيدولوجيا والدين حتى لا ينتهي المقال بتكفيري ...
العالم المادي مفصول بخطوط لا مرئيه عن الدين لدى المُجتمعات المُتدينه وهذه الخطوط
هي الإيدولوجيات ومُنتفي بالكُلية لدى المُجتمعات المُلحده , حيث الإنسان هو من يصنع
الحضارة وهو من يقود العالم نحو آفاق علاج الأمراض وتقنيات الزراعة وعلوم الإقتصاد
ومُخترعات التقنية ... ألخ , والتي بدورها تقود ذلك الإنسان نحـو العيش الرغيد , وبالتالي
وصولة إلى جانب مُشرق من جوانــب الحضارة الماديه ..
عبر العصور لجأت الكثير من الإيدولوجيات الدينيه إلى نشر أفكار مُعينه تُفيد مصالحها
السياسية أو الإقتصاديه لتضمن بها مقعد مُتقدم على ساحة المُجتمعات لكثرة مُناصريها
من البُسطاء ذوي البصيرة المُشوشة بفعل نقص التعليم أو الفقر أو ... ألخ , ولا غرابة من
وجود بعض المُناصرين نخبويون بإمتياز وسيأتي دورهم بالتفصيل فيما بعد إن
لم ينضموا لقائمة المُؤجرين طبعاً وفق طقوس تكفر بالعلم والإيمان معاً ..
وفي الغالب تُستغل هذه الإيدولوجيات الجوانب الروحانية في الأديان لإحتوائها على
الكثير مما يجب تصديقه دونما عرض على العقل ومنها في الدين الإسلامي مثلاً ورود
خبر ذي القرنين وياجوج ومأجوج وناقة صالح والكثير مما يجب على المُسلم تصديقه
دونما شك وإلا هو كافر بما أُنزل على مُحمد "ص " بعد هذا فإنه من المنطقي جداً
وجود من يُصدق ما يأتي به مُريدي هذه الإيدولوجيا أو تلك حد الإدمان بل ولديهم
الإستعداد الكامل لأن يتعدوا إن بالقلم أو اليد على كل مُعارض أعمل عقله أو تسائل ,
ومع كل ذلك الإصرار على تاجير العقول فإنه من السهل إقحام أمور أو فتاوى
تحمل في طياتها الكثير من التشويش إما بالإستدلال اللفظي الذي يحتمل
عشرات المعاني والتفسيرات او حتى بالمعلومة والرأي الفاسد أو الخاطيء
وإعتبار أن ما توصلت إليه هذه الأيدولوجيا صحيح صحة مُطلقة ..!!
وليست هذه الإيدولوجيات مُقتصرة على علماء الدين وحسب بل كثيراً
ما تستقطب وفق عناق مادي او مصالحي بعض النافذين في دهاليز
السياسة أو التاريخ او حتى الفلسفة والفكرة من هذا لم تعد خافية هي :
" جمع المُناصرين مُعطلي العقول " .
عندما يتكون ما يُدعى باللا شعور الجمعي و ثقافة القطيع كخطوه أساسية
لتحقيق المصالح يتم إستغلال ذلك في إنشاء قاعده لخطاب ديني يحمل
قُدسيه مُقنعه ولا يتنازل عن خطأه الواضح لدى مُناصريه ناهيكم عمن خالف ,
وكل هذا يُعتبر ثُقل نوعي مُعتبر لديهم كنتيجه شبه حتميه مالم يُستنطق
الضمير وتصحوا العقول ...
هذه الإيدولجيات لا تجد غضاضة في غض الطرف عما يتوافق مع مصالحها
وإن كان يتعارض مع ذات الدين الذي تحلقت حوله ولا تجد مانعاً في أن تزج
بعموم المُناصرين في أتون مُشتعل من الخلافات أو الحروب فيما بينهم
أو مع المُخالف وكل ذلك يأتي وفق مصالحها وإستمراريتها لأنها تأكدت
عبر تاريخها من أن أي فكر مُخالف لمنهجها سيوئد ويُقصى بحجة كفره
وفسوقه وردة اصحابه ..!! ولا مانع لديها من القتل والتفجير والتفخيخ
والخروج على السلطان كتعبير يقول " أنا موجود " لتكثر التكبيرات
من لدن جموع المُناصرين طبعاً في طقوس يُغيب فيها العقل العربي
والذي كان مثار إعجاب الأمم ...
بعد هذا كله هل من الممكن أن نجد الوقت للتحضر في وجود تلك الإيدولوجيات ؟
عن نفسي لا أتوقع ...
اتفق مع الطرح وباعتقادي ان كثير من الايدولوجيات في ديننا الاسلامي كالشيعة والعمتزلة والقاعدة والاخوان والوهابية والفرق والطوائف التي اتخذت الطريقة للتعبير عن نفسها وللصدفة فقد كنت في نقاش مع احد العلماء قبل شهر ونيف يث قال لي انه لاحظ من قرائته للتاريخ ان كثير من قادة الحركات الدينية على مر العصور ليسوا سوا سايكوباثيين واستشهد بحركة التوافق بين فرقة الحشاشين في ايران وامناء جبل الهيكل في اوروبا وان لهم مقاصد في قيادة الناس نحو افكارهم المتطرفة لزيادة رفعة انفسهم ولتقيق مزيد من الكسب الدنيوي بالاشتغال بالدين او الافكار او المعتقدات الفكرية .
الدين واضح جدا وهو التعبد الى الاله خالق السموات والارض وبلا وساطة بشرية وتعاليمه بسيطة بساطة الارقام الاحسابية من 1 الى 10 اما المؤدلجين فانهم يحاولون ان يجعلوه ارقام خيالية من اجل التقدم على الناس بما يخدم مصالحهم وفق اهوائهم السايكوباثية .
فصل موفق لدرجة بعيده حسب نظرتي
ما بين الأدلجه و التدين الحق و السعي وراء ركب الحضاره دون معوق كخطوة هامه أولى
الى أن يحين موعد أحداثها و المشاركة بصنعها كما عهد السلف
\
/
أمممم / هناك شريحه يجب أعتبارها ب عين الأهتمام
شريحة أخالها عريضه و لاتندرج بالفعل تحت قائمة المؤدلجين
و لكنهم ربما غدوا على شفا نارها !
و للحيلولة دون وقوع ذلك ف هم بحاجة مُلحه
الى جرعات فكر واع دون أنقطاع أو كلل
ممن يملكون العلم و المقدرة
شأنها تفعيل و تنشيط العقول من وقت لآخر
ف لا يكونوا عرضه الى ذاك المصير
ومع مرور الوقت ربما تقل أعدادهم هؤلاء المؤدلجين و تنحصر مخاطرهم
و نحول بذات الوقت دون تفريخ المزيد ...!
مقال أحسبه من الطراز الفاخر يحمل لنا من الفكر ما يستحق الثناء و التقدير
بمجرد أهتداء ضالة البحث الى مدخل جيد
س يكون لي ب حول الله عوده تليق ....