منذ قديم الزمن ومنذ بدأ الخليقه احتاج الانسان للعمل كي يعيش ويوفر لنفسه كل سبل العيش

عمل الانسان فلاحا ليأكل من ثمر الارض وخيرها ويعيش تعلم ان يكون نجارا ويبني بيتا يأويه من حر الصيف وبرد الشتاء

عمل خياطا ليستر بدنه


وكلما تعددت احتياجات الانسان كلما تعددت مهنها وحرفها

ومع مرور القرون والسنين اصبحت كل هذه الحرفه لا يستطيع الانسان الاستغناء عنها ابدا

واتسع العالم وظهرت التكنولوجيا واحتياج الانسان الحضاري الجديد لمتطلبات إزدادوكبر

ووجدت الجامعات والمدارس والكليات والبعثات واصبح لكل مختص وكل دارس شهادة معتمده

مصدقه تثبث مهنته وتخصصه كل تلك الشهدات واصحابها من مدرس من طبيب من مهندس ..... وغيرها

لا يستطيع ان يعمل بها الا ان وجد عمل ووظيفه له في مجاله بمعنى المدرس ينتظر تعينه في مدرسه او جامعه

طبيب ينتظر تعينه بمستشفى او موافقه وتصريح بفتح عيادة خاصه ان سمحت ظروفه الماديه

مهندس طيار ايا كان التخصص لابد من موافقه على تعينه في مجاله وقد تطول تلك الموافقه وتقصر

ومرات قد تنعدم

ما لاحظته انا ان اصحاب الحرف لا يحتاجون لتلك التعقيدات ابدا ولو كانت هذه الحرفه تندرج تحت معاهد متخصصه

فمثلا ان كان هناك شخص حرفته نجارا فانه قد يعمل في اي مصانع الخشب او محلات النجاره والخشب والديكور وقد يصل الامر ان يعمل تحت طلبات المنازل او في منزله

كذلك الامر ان كان سباكا ان كان لحاما ,,دهان ,بناء ,,صياد سمك ,,,,,,,, والكثير من الحرف
المتعدده


بمعنى اوضح ان من في يده حرفه من تلك الحرف التي ولدت مع الانسان ولا يستطيع الاستغناء عنها

مهما كان قلة اجره ارحم بكثير من ان لا يجد شيئا ويصبح اسير انتظار الوظيفه والموافقه على العمل


سؤالي ؟؟؟

هل تعتقدون ان يتعلم الانسان حرفه بيده يأكل منها عيشه خير له من ان يضيع

كل ايامه وسنينه يتعلم ويدرس ويحصل على اعلى الشهادات وفي النهايه تكون هذه الشهادات حبيسة الاطار

وهو حبيس الانتظار ؟؟

هل تعتقدون لو اندمج العلم مع العمل الحرفي يحقق للانسان الكمال ؟؟؟



الأجيال السابقة كانوا يتعلمون الحرف إلى جانب شهادات الطب والهندسة وغيره ,أرى والدي
لم يحتاج يوم إلى سباك أو كهربائي أو ورشة سيارة , سألته مرة كيف تعلمت كل هذا قال : الحياة!
ومع ذلك لم يتخذ الحرفة ويترك الشهادة , الحرفة لا تكفي لبناء حياة متكاملة والبطالة ليست مبرر
لترك الرتب العُليا من التعليم , إيجابية تعلم الحرف في تقديري هي للإكتفاء الذاتي ولا بأس أن تكون
مدخل رزق لكن أُخالفك في كون الفرد يكتفي بها عن إكمال التعليم ..
العيبُ في العلم فهو مطلب شرعي وضروري لكل إنسان بل العيب في عجز الدولة عن إنصاف ذوي الشهادات وذلك بتوفير مواطن شغل نظير كفاءتهم العلمية ...
قديمًا أيضا كان الطلبة يدرسون ويتعلمون الحرف اليدوية في نفس الوقت وهذا النمط أؤيده تمامًا لأن صاحبه سيستفيد من كلا الجانبين إذا كبر
طبيعة الحياة الآن تتوجب وجود حلقة متكاملة
(كُلٌ يُكمِّل بعضه)
يعني ما نقدر نستغني عن المهندس او الطبيب أو الإداري
او عن النجار أو السباك او الميكانيكي أو أي حرفي.
نحن نحتاج إليهم جميعاً فأنا أرى نفسي في مجال
معين وأُبدع فيه ، وفلان يرى نفسه في مجال آخر ويبدع فيه أيضاً
وهكذا حتى يتكون لدينا مجتمع منتج متكامل.
لكن أن يترك الإنسان علمه ليتعلم حرفة ، غداً الكل سيصبح
حرفي ولن نجد المتعلمين ، فلن نجد المستشفيات لإنه لا يوجد
أطباء ، ولن نبني بيتاً لأنه لا يوجد مهندسين ،
ومسالة التأخر في التوظيف هي من الدولة لإنه لا يوجد تخطيط
يعني مثلاً لو الدولة لا تريد توظيف أطباء ، لماذا تفتح مجال الطب بالجامعات
لماذا لا تغلقه سنتين أو ثلاثة حتى ما يكون عندها أطباء زيادة على الشوارع.

هذا ليس تقليل من الحرفيين لإنني ذكرت في البداية
بأننا نحن سلسلة متكاملة إذا قطعت وحدة سيختل النظام بنا.

التعليم والدراسة هو احد المجالات لكسب الرزق والعيش
ولكن اعتقد ان على الفرد ان يحسن الاختيار


اتذكر حين تخرجت من الثانوية وجيت اقدم على الجامعة
كنت في بالي خيارين
هل ادخل قسم التاريخ الي احبه والا ادخل قسم الرياضيات الي بارع فيه ؟
واخترت الرياضيات لان مجالات العمل فيه متوفرة اكثر
وان كنت احب التاريخ ولكن هذا مجال كسب ورزق وعلي ان ابحث عما ابدع فيه وماعليه طلب وليس عما احبه انا
والحمد لله تخرجت وتوظفت وبقيت اقرأ بالتاريخ قرأه حرة


ما اقصده ان على الانسان ان يبحث عن المجالات المرغوبة ويفكر في المجال الذي تقل فيه الايدي
ليس فقط في الاعمال المهنية بل بالاعمال المهنية وغيرها
حتى بعض التخصصات والشهادات يستطيع ان يعمل بأكثر من شركة وأكثر من مجال


والاعمال المهنية تبقى كنز غير ملتفت له في بلادنا


ليس هناك مجال من المفاضلة بين هذا وذاك لكن امكانيات الفرد وميوله وقدراته والبيئة المحيطة
تساعده على اتخاذ الاتجاة الانسب
بمعني لو قدراتك التعليمية بسيطة وتحصيلك مو مناسب لارتقاء الطب او الهنددسة او اي دراسة اخرى
باستطاعته ان يتحول الى التعليم الفني ومنه لاتخاذه حرفة او يعلم غيره ما تعلمه
او الاتجاة للتعليم بالخبرة عن طريق العمل تحت يد حرفي متخصص في حرفة ما
انما ان يكون لدي القدرات والامكانيات التي تؤهلني لمنصب او دراسة تنفعني وتنفع الناس بالطبع لن اتنازل عنها مقابل حرفة حتى لو مربحة
وبالطبع الامر يختلف من نظرة شخص لاخر


هذه الفكرة هي الانسب ان يكتمل العمل الحرفي بالتعليم الاكاديمي
او المتعلم اكاديميا يكون له حرفة ما كهواية او يوظف تعليمه فيها فيرتقي ويبدع فيها
يعني المهندس الميكانيكي المتخصص في الموتورات والالات بامكانه ان يوظف دراسته في العمل بيده
بعمل ورشة او مصنع متخصص هذا على سبيل المثال
او يدرس طبيعي وفي نفس الوقت يتعلم حرفة ما في الاجازة ويتمكن منها
فلو توفر العمل بالشهادة كان بها و افضل وان لم يتوفر كان لديه الحرفة التي يستطيع ان يأكل منها
وكل هذا يرجع لطموح وميول الانسان

والنقطة المهمة هو الاهتمام بالتعليم الفني كتعليم اساسي وليس تعليم بديل
اي عمل التوعية الجيدة لهذا النوع من التعليم بين المجتمع ليكون احد الخيارات وليس البدائل
يعني في مصر لا يتجه الى التعليم الفني احد الا اذا لم يمكنه مجموعة من دخول الثانوي العام
او اذا لم تمكنه الامكانيات للدروس الخصوصية للثانوية العامة
والقليل جدااا الذي يفكر فيه بموضوعية ليتعلم العمل الحرفي وكذلك اكمال التعليم للمستوى الجامعي وبهذا يندمج الشفين الفني والاكاديمي